أبهرت العالم بتنظيمها وتشبثت بإسلامها.. محللون يكشفون سرّ انزعاج الغرب من قطر وامتعاضهم من تفوقها
بمعايير عديدة ووازنة، يبشر مونديال قطر 2022 بنسخة مميزة واستثنائية من كأس العالم لكرة القدم. فبعد ساعات قليلة، تنطلق التظاهرة الرياضية الأهم والأضخم في المعمورة، لتخطف الأبصار وتملأ الأسماع، ليس فقط بمنافساتها الدولية الممتعة، وإنما كذلك بمستوى التجهيزات ونوعية الملاعب والبنية التحتية التي تعد من الأفضل عالميا.
وفي مراوحة مميزة بين الشكل والمضمون، تراهن دولة قطر على معادلة تحتفي ضمنها بالتنوع الإنساني، بنفس المستوى الذي تُجسد فيه الضيافة العربية والأصالة الإسلامية، لتثبت للعالم أن حدوده لا تنتهي عند الغرب.
كما أثبتت أنّ النجاح في إنجاز المواسم الرياضية الكبرى، ليس حكرا على فئة من البشر دون أخرى، وفي ذلك استثمار يتجاوز دولة قطر إلى منطقة عربية إسلامية، تكافح لتغيير الصورة النمطية التي يراد لها أن تبقى أسيرة فيها.
من جانبه، أكّد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، في المؤتمر الصحفي الذي عقده في العاصمة القطرية قبل يوم من انطلاق الفعالية العالمية، جاهزية دولة قطر التامة لاستضافة أفضل كأس للعالم، وكذلك استعداد القائمين على البطولة لتوفير أجواء آمنة للجماهير، وأنها ستكون أفضل بطولة كأس العالم.
حملة شرسة
وفي تحليل الخبراء الرياضيين، حققت قطر إنجازا منقطع النظير، لكونها ثاني دولة في قارة آسيا تستضيف كأس العالم. وعن الحملة الشرسة والممنهجة التي تتعرض لها من طرف بعض الدول الغربية، فهو أمر مرفوض، كما تمت الإشادة بفرض قطر لقيمها الإسلامية، بحسب ما ذكر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي في برنامج “ما وراء الخبر”.
وشددت قطر على قيمها العربية والإسلامية، خاصة من خلال منعها بيع الخمور في محيط الملاعب والثبات على موقفها بشأن المثليين، كما انبهر السياح بالأسواق التجارية في قطر التي تعمل على تصحيح الصورة النمطية السلبية عنها وعن الإسلام.
كما أثبت نجاح قطر في استضافة كأس العالم أن كل الحملة السلبية المدعية أن المنطقة العربية لا يمكنها تحقيق إنجازات وفعاليات ضخمة، كانت حملة فاشلة، بل أصبح مركز وثقل المنطقة العربية يتمثل في منطقة الخليج، وهو إرث وإنجاز عربي.
نجاح عربي
وفي نطاق عربي، لا يشمل نجاح قطر جيرانها والدول المحيطة بها فقط، بل هو نجاح للمنطقة العربية كاملة، خاصة من خلال حرص قطر عن عدم التنازل عن مبادئها، وهو ما لم يعتد الغرب عليه، بحسب ما ذكره المحلل والناقد الرياضي علاء صادق.
وتبعث قطر رسالة للعالم مفادها أنها تستطيع تنظيم المهام الكبرى ومواكبة العمل الجماعي بشكل خيالي، وتنظم أكبر تظاهرة رياضية بكفاءة غير مسبوقة، وقد تمكنت من تغيير وجه المنطقة العربية، وهذا ما امتعض منه الغرب وهو سرّ العداء الشديد لها.
كما فسّر صادق سرّ العداء الغربي بأنهم اعتقدوا في البداية أن قطر ستفشل في تنظيم كأس العالم، ولكنها كسرت نظرة الاستعلاء الغربي. والعائد الحضاري من تنظيم هذه التظاهرة الرياضة خيالي، ولا ينحصر فقط في البنية التحتية، بل يتمثل في التفوق على من يعتقدون أنهم ملوك العولمة.