غضب في مصر من قرار إزالة مقبرة الشيخ القارئ محمد رفعت لإنشاء محور مروري

0 8٬672

تصدرت موجة غضب واستنكار واسعة المنصات الرقمية في مصر لصدور قرار بإزالة مقبرة القارئ المصري الشهير محمد رفعت لمصلحة إنشاء محور مروري.

وتلقت أسرة الشيخ، أمس الاثنين، خطابا من محافظة القاهرة بشأن قرار إزالة المقبرة التي تقع ضمن مقابر السيدة نفيسة بالعاصمة المصرية القاهرة، من أجل إنشاء محور صلاح سالم، وفق ما نشرته صحف محلية.

واستنكر مهتمون بالآثار والثقافة المصرية قرار الإزالة، عبر حساباتهم بمواقع التواصل، في ظل مطالبات مستمرة بالحفاظ على هوية ومكانة الرموز الإسلامية والتاريخية بدلًا من طمسها.

قرار وصدمة

وحسب بيان تداولته مواقع محلية وناشطون، فإن الإدارة المركزية لحماية أملاك الدولة وإدارة المقابر التابعتين لمحافظة القاهرة وجّهتا بنقل رفات الموتى بالمنطقة الخاضعة للإزالة “على نفقة أسرهم من دون الرجوع لإدارة المقابر.

وعبّرت “هناء”، حفيدة الشيخ رفعت، عن صدمتها من الأمر وقالت إنه لا يليق بمكانته، بينما أضافت في تصريح لصحيفة “مصراوي” المحلية “تم إزالة عدد من المقابر سابقًا، واعتقدت أن السلطات استثنت مقبرة الشيخ من الإزالة باعتبارها تاريخية”.

وظهرت حفيدة الشيخ -الذي وصفه خير الدين الزركلي صاحب كتاب الأعلام بأنه “أعلم قرّاء مصر بمواضع الوقف من الآيات”- باكية ومتأثرة من كتابة نهاية تاريخ الشيخ الشهير بهذه الطريقة، ووجهت نداء إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تطالب فيه بعدم إزالة المقبرة.

 

وقال مدير إدارة المقابر بمحافظة القاهرة وليد يوسف إن “مقبرة الشيخ محمد رفعت خارج نطاق الإزالة التي تحدث في المقابر حاليا”، مشيرا إلى أنهم يخطرون الأهالي لنقل رفات ذويهم قبل الإزالة، وفق تصريحات لموقع “فيتو”.

استنكار وقرارات

واستنكر الباحث والأكاديمي المتخصص في الآثار حسين دقيل قرار الإزالة الذي جاء متزامنًا مع ذكرى مولد ووفاة الشيخ التي توافق 9 مايو/أيار، وقال في تغريدة له “كان صوته الملائكي يفتتح بث الإذاعة المصرية، واليوم تتجه حكومتنا (الرشيدة) لهدم قبر قيثارة السماء”.

وفي السنوات الأخيرة، مضت السلطات المصرية قدما في تبنّي قرارات إزالة بشأن مقابر تضم أدباء ومثقفين ورموزا تاريخية “بدعوى المنفعة العامة”، وعادة ما تقابل باستنكار وسخط من قبل المتخصصين في الآثار والمهتمين بالحضارة المصرية.

وشارك ناشطون وأدباء مصريون في حملة إلكترونية تحمل وسم الشيخ #محمد_رفعت لمطالبة السلطات بالعدول عن قرار الإزالة، وتحدثوا عن مكانة الشيخ الشهير “بقيثارة السماء” في قلوبهم.

وعقّب عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين محمد مجدي فريد على قرار الإزالة فقال “لهذا السبب كان هناك اقتراح لي قمت بتقديمه لمجلس الشيوخ بشأن إقامة مقابر للعظماء”.

وأعاد المدوّن أحمد محمد التذكير بمكانة الشيخ، عبر تغريدة ذكر فيها: “يكفيه شهاده الشعراوي إمام الدعاة، حين سُئل عن الشيخ محمد رفعت قال إن أردنا أحكام التلاوة فالحصري وإن أردنا حلاوة الصوت فعبد الباسط عبد الصمد، وإن أردنا النفَس الطويل مع العذوبة فمصطفى إسماعيل، وإن أردنا هؤلاء جميعًا فهو محمد رفعت”.

 

 

أما المدرس بالأزهر محمد عطية فعلق مستنكرًا “أهذا هو إحياء ذكراهم أن نأتي في ذكرى مولدهم ووفاتهم ونهدم قبورهم ومشاهدهم! أما كان لنا أن نجعل من مقبرة الشيخ محمد رفعت مزارا يتوافد عليه المحبون؟ هل هذا إكرام لأهل القرآن”.

وكان القسم العربي للهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” (BBC) قد أرسل للشيخ محمد رفعت لما سمعوا صوته وطلبوا منه تسجيل القرآن، فرفض ظنا منه أنه حرام، فاستفتى الإمام  محمد المراغي شيخ الأزهر حينئذ، فشرح له الأمر وأخبره بأنه ليس حرامًا، فسجل لهم سورة مريم.

وولد الشيخ محمد رفعت في 9 مايو/أيار عام 1882، ويعرف بأنه “سيد قراء هذا الزمان”، وكان أول من افتتح الإذاعة المصرية عام 1934، وتميّز بقوة التأثير والخشوع المصحوب بالشجن عند قراءة القرآن، وتوفي عام 1950 في اليوم نفسه الذي ولد فيه.

المصدر : الجزيرة + وكالة سند

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا